الكاتب والصحفي المصري السيد عبد الفتاح علي لـ “شرمولا”: الإعلام هو القوة الأولى في مجتمعاتنا، وأحد الأدوات الحاسمة بيد الثوار
أجرى الحوار: دلشاد مراد
أجرت مجلتنا حواراً مع الكاتب والصحفي المصري السيد عبد الفتاح حول دور الإعلام وأهميته في مرحلة الثورات والحروب، ودوره في تعزيز العلاقات الثقافية والتقارب بين شعوب منطقة الشرق الأوسط، وحول الإعلام والمؤسسات الصحفية في مصر ودوره في الحراك الشعبي، وكذلك تقييمه للواقع الإعلامي والثقافي في مناطق شمال وشرق سوريا أثناء زياراته لتلك المناطق خلال السنوات الأخيرة، ومشاريعه الثقافية. وهذا نص الحوار:
ـ يطلق على الإعلام “القوة الرابعة”، فيما يعتبره البعض “القوة الأولى”، لما له من تأثير على الرأي العام، وخاصة في الوقت الذي انتشرت فيه وسائل الإعلام بمختلف أشكالها في أرجاء العالم دون استثناء، كيف تقيمون دور الإعلام وتأثيره على المجتمعات؟
في الحقيقة، ليس هناك أدنى شك في القوة الكبيرة التي يمثلها الإعلام في وقتنا الحاضر مع التطور التكنولوجي الهائل، ومع التعقيد الكبير الذي صارت عليه المجتمعات المختلفة وتغير أنماط الحياة عما كانت عليه من قبل. وبالنظر إلى الدور الكبير والمهم للغاية الذي يقوم به الإعلام في مختلف دول العالم، وبصفة خاصة في منطقتنا نظراً لما تتميز به مجتمعاتنا من سمات تجعلها أكثر عرضة للتأثر بالإعلام وفي نفس الوقت أكثر احتياجاً إليه. وبالنظر إلى هذه السمات، يمكننا القول إن الإعلام هو القوة الأولى في مجتمعاتنا لسهولة وسرعة وصوله إلى الرأي العام، ولضخامة التأثير على هذا الرأي العام، ليس مجرد التأثير فقط، بل تشكيل هذا الرأي العام وتحديد توجهاته ومواقفه تجاه القضايا المختلفة.
ومع انتشار وتعدد وسائل الإعلام تعاظمت أهمية الإعلام بمختلف أشكاله سواء التقليدي مثل الصحافة المطبوعة أو الإذاعة والتلفزيون، ومن بعدهما الفضائيات أو الأشكال الجديدة للإعلام متمثلاً في ما بات يعرف بـ “السوشيال ميديا”، علاوة على الفضاء الافتراضي “الأنترنت”، والإقبال الجماهيري الكبير على المواقع الإخبارية والمتنوعة على الأنترنت.
ولكل ما سبق، فإن المؤكد أن الإعلام بمختلف وسائله صار هو العمود الفقري للمجتمعات في العالم، ولا يمكن لأي قوة أو نظام أو فكر ألا يدرك هذه الأهمية للإعلام وضرورة الحرص على بناء أواصر قوية مع الإعلام، بما يصل في كثير من الأحوال إلى السيطرة على الإعلام وتحويله إلى “ذراع”.
– ماذا عن دور الإعلام في الحروب والثورات والحركات التحررية في العالم، وما هي أوجه استخدامه في هذا الجانب بالذات؟
البطل في فترات الحروب والثورات والحركات التحررية من قبل ولا يزال هو الإعلام، وهو لا يقل بحال من الأحوال عما تشهده ساحات الحروب أو الثورات. والانتصار في المعركة الإعلامية لا يقل أهمية عن الانتصار في المعارك العسكرية، وهو في نفس الوقت ركن أساسي للانتصار في الحرب، فإذا لم يكن لديك إعلام قوي في فترات الحرب، فإن الانتصار العسكري ربما يتأخر أو لا يتم أو إن حدث يكون منزوع الأهمية، ومؤخراً هناك حالات لحروب تم حسمها مسبقاً قبل أن تبدأ عن طريق الاستخدام الماهر للإعلام وكيفية إدارة المعركة الإعلامية، ما سهل إلى حد كبير مهمة الجنود والأسلحة في حسم المعركة العسكرية.
أما فيما يتعلق بأوجه استخدام الإعلام في فترات الحروب والثورات والحركات التحررية، فإن من يفشل في الاستفادة من الأهمية الكبيرة للإعلام خاصة في هذه الفترات الخاصة، فإنه يعاني كثيرًا في حسم المعركة، أو إنجاح ثورة وحركة تحررية، فكيف يصل إلى الجماهير دون أن يستفيد بمهارة من الإعلام، ودون أن يكون لديه آلة إعلامية تعي الأهمية الكبرى للإعلام ولديها من الخطط والوسائل ما يؤثر سريعاً في الرأي العام ويصل إليه من أقصر الطرق.
وخير نموذج على نجاح الإعلام ودوره الكبير والاستخدام له، هو ما يعرف بالربيع العربي، الذي كان الإعلام هو أحد الأدوات الحاسمة بيد الثوار أو الجهات الداعمة والواقفة خلف التحركات التي شهدتها الشوارع والميادين العربية وقتها.
3- هل ثمة دور يمكنه أن يلعبه الإعلام في تعزيز التقارب بين شعوب المنطقة في مواجهة الأخطار والتحديات الراهنة، ونحن نعلم مدى تجذر العلاقات بين شعوب “العرب، الكرد، السريان، الأرمن،…” على مدى التاريخ، ولاسيما أن هناك صحف ومجلات ومؤسسات ثقافية عديدة تعمل في هذا الاتجاه بالفعل؟
إن أحد أهم أدوار الإعلام أن يكون صاحب رسالة، ليس فقط مهمة يؤديها، بل رسالة يسعى جاهداً لتحقيقها بمختلف الوسائل. ومن هذه الرسائل أن يكون جسراً للتواصل والتآخي والتشارك بين الشعوب في المنطقة الواحدة وعلى المستوى الدولي كذلك. وفيما يخص منطقتنا تتعاظم أهمية هذه الرسالة نظراً للتحديات التي تواجهها شعوب المنطقة سواء من الأطراف الداخلية أو الخارجية، على الرغم من العلاقات والتعايش التاريخي الذي يميز شعوب هذه المنطقة.
إلا أن الملاحظ أن الأداء الإعلامي لتحقيق هذه الرسالة ليس على المستوى اللائق والمطلوب، نظراً لعدة عوامل تؤثر بالسلب على هذا الأداء، بعض هذه العوامل عائد إلى الأنظمة الحاكمة في المنطقة والتي لا تهتم إلا ببقائها وقوتها ما يجعلها تسيطر على الإعلام وتوجهه لخدمة أجنداتها واستخدامه كذراع لتحقيق مصالحها، وليس مهماً أن يقوم بدوره في تعزيز العلاقات بين شعوب المنطقة. إضافة إلى “السطحية” التي باتت تميز الإعلام في مجتمعاتنا والتي لا تهتم بأداء أي رسالة سامية، لإنشغالها في ما ترى أنه أكثر أهمية وفائدة لها.
ـ هل يمكنكم تقديم نبذة عن الإعلام المصري ودوره في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في البلاد، وما هو أبرز المؤسسات الإعلامية المصرية في الوقت الراهن؟
ـ الإعلام المصري خلفه تاريخ عريق وطويل يجعله يقف في خانة مميزة وحده، ويجعله يمثل نموذجاً فريداً إلى حد كبير. ولقد لعب دوراً كبيراً في النهضة التي شهدتها مصر في مختلف المجالات، خاصة المشهد السياسي والثقافي والفكري والفني ومن ثم الاجتماعي.
ولدى مصر عدداً من المؤسسات الإعلامية العريقة والضخمة قامت ولا تزال بهذه الأدوار.
ومن هذه المؤسسات نجد الأهرام ودار الهلال ودار المعارف وعمرها يزيد عن المائة عام، ولدينا كذلك مؤسسات روز اليوسف ودار التحرير. وجميع ما سبق مؤسسات صحفية. وهناك مبنى الإذاعة والتلفزيون المصري.
وفي السنوات الأخيرة شهدت الساحة الإعلامية المصرية تطوراً وتنوعاً كبيراً وظهوراً لمؤسسات خاصة وأهلية جديدة تمتلك إمكانات ضخمة مادية وفنية وتكنولوجية وبشرية.
ـ كيف تقيمون الدور الإعلامي في الحراك الجماهيري المصري منذ عام 2011م؟
ـ كما سبق القول لعب الإعلام دوراً كبيراً في الحراك الجماهيري المصري منذ عام 2011. وإن كنا يمكننا التمييز والتفرقة بين أنواع هذا الإعلام ـ المؤسسات ـ والمراحل التي مر بها. فمثلاً كان الإعلام الرسمي والحكومي من إذاعة وتلفزيون وفضائيات وصحف ومجلات يقف في صف النظام الحاكم ولم يتوان عن اتهام الحراك الثوري بالخيانة والمؤامرة وغيرها، لكن نفس هذا الإعلام تحول بعد تنحي الرئيس المصري الأسبق مبارك وسقوط نظامه، تحول إلى الوقوف بجانب الحراك الثوري!
هناك أيضاً الإعلام غير الرسمي، فكان منه من وقف على الحياد وحاول أن يمسك العصا من الوسط، لتشابك وتعقيد المشهد بما لا يوضح من هو الجانب الأقوى والذي سينتصر، ولذا لعب ذاك الإعلام على جميع الأطراف، لكنه سرعان ما غير موقفه تماماً بعد سقوط مبارك، وصار إعلاماً ثورياً!
ومن جانب آخر كان هناك دور لا يستهان به لبعض وسائل الإعلام غير المصرية، كان لها مساحة كبيرة لعبت فيها وأثرت على الرأي العام المصري والحراك الجماهيري في الشوارع ومنها قناة الجزيرة.
وكما لعب الإعلام دوراً في الوقوف مع الحراك الثوري والثوار خاصة بعد حسم الأمر لصالحهم، فإنه لعب نفس الدور في إسقاط نظام الإخوان المسلمين والقضاء عليهم تماماً.
أما في الفترة الحالية فإنه يمكن القول إن الإعلام في مصر بمختلف أنواعه ـ الرسمي وغير الرسمي ـ يقف بشكل كامل خلف النظام السياسي للرئيس عبد الفتاح السيسي، لدعمه ومساعدته على تنفيذ وإنجاح جهوده وخططه، وتوضيحها للرأي العام ومحاولة إقناعه بها ودفعه لتأييدها. ويمكن القول إن الإعلام حقق نجاحات ملحوظة في هذا الأمر.
ـ زرتم مناطق روج آفا – شمال سوريا عدة مرات خلال الأعوام الأخيرة، وكنتم قد حضرتم معرضاً للكتاب في مدينة القامشلي في صيف 2018م، كيف تقيمون الحالة الأدبية والثقافية والإعلامية في شمال وشرق سوريا عموماً حسب رؤيتكم لواقعها؟
ـ نعم زرت مناطق روج آفا ـ شمال سوريا عدة مرات، أولها في نهاية عام 2014 أثناء المعارك الشديدة في مواجهة داعش، ووقفت على الدور الذي قام به المقاتلون الكرد في البداية، وبعد ذلك غيرهم من شعوب المنطقة والذين بتساندهم ووحدة صفهم ورغبتهم الأكيدة في بناء تجربتهم وإنجاحها استطاعوا دحر داعش وتأمين مناطقهم في الوقت الذي كانت فيه كل سوريا تقريبًا في خطر وعدم أمان.
ومنذ هذه الزيارة وإلى الآن توثقت علاقاتي مع روج آفا والتجربة فيها ومختلف القوى العسكرية والسياسية والثقافية فيها. وتشرفت في صيف عام 2018 بأن أحضر وأشارك في معرض الكتاب في مدينة القامشلي، كضيف شرف. ما أتاح لي الفرصة للإطلاع على المشهد الثقافي في المنطقة، والذي على الرغم من أجواء وظروف الحرب والاضطراب، إلا أن النشاط الثقافي تتدفق الدماء في شرايينه دون انقطاع. وهو أمر يستحق الإشادة، ويعني الإدراك العميق لأهمية الثقافة والكتاب والأدب في بناء الأمم والتجارب، وكما في ساحات المعارك العسكرية تجري الحروب، فإن معركة بناء الإنسان والمجتمعات لا تقل أهمية.
ولعل من أهم ما يميز الحالة الثقافية والإعلامية في شمال وشرق سوريا، الإخلاص الشديد للقائمين عليها، والتجرد والنزاهة والعمل الدؤوب، وكذلك الإدراك العميق لأهمية هذه الجوانب لبناء التجربة والأمة وفق أسس وقواعد قوية وراسخة.
ـ ألفتم كتاباً تحت عنوان “مغامرة صحفي مصري فى دولة داعش” بعد زيارتكم عدة جبهات للقتال ضد التنظيم الإرهابي الدولي “داعش” فى كل من العراق وسوريا، ومنها زيارتكم لجبهات القتال في روج آفا وشمال سوريا، والتي شهدت حرباً ومقاومة تاريخية ضد هؤلاء الإرهابيين، هل يمكنك تسليط الضوء على كتابكم ذاك؟
ـ كما قلت، فإنني في نهاية عام 2014 فكرت أن أكتب عن داعش والحرب الدائرة في كل من العراق وسوريا، من أرض الواقع وميادين المعارك، وليس اكتفاءً بالجلوس خلف الكمبيوتر ومتابعة المواقع الإخبارية والكتابة بالاستعانة بها، فالعمل الصحفي أساسه البحث عن الحقيقة وهذا الأمر لا يتحقق إلا بالنزول الميداني لرصدها والوصول إليها ومن ثم نقلها للرأي العام على حقيقتها دون تهويل أو تهوين. ومن خلال هذه الزيارة تواجدت في ميادين القتال ضد داعش، وكنت أول صحفي مصري ينقل ما تشهده المعارك من الميدان، بالطبع ليس نقلًا إخباريًا فهذا أمر سهل، ولكن التعمق في نقل الصورة الكاملة والحقيقية عن التنظيم الإرهابي، وعن بطولات من يواجههوه ويدافعون ليس فقط عن أنفسهم ومناطقهم وإنما عن العالم أجمع. وإبراز وتسليط الأضواء على الجوانب الإنسانية لهؤلاء المقاتلين وللمواطنين في مناطق المعارك، وكذلك محاولة الاقتراب من عالم الدواعش من خلال لقاءات مع بعض أسرى داعش لدى وحدات حماية الشعب، للاستماع إليهم بلسانهم وليس نقلا عنهم.
والكتاب يعد شهادة تاريخية موثقة عن الدور الكردي في الحرب ضد داعش في كل من العراق وسوريا، وفضح الدور التركي المشبوه بالوثائق والأدلة في خلق ودعم داعش.
ـ ماذا عن مشاريعكم وأعمالكم الإعلامية أو الثقافية التي تعملون عليها في الوقت الراهن؟
أعتبر قضيتي الأساسية التي أناضل من أجلها عن يقين وبكل قناعة وإخلاص، هي مساندة ودعم الشعب الكردي وقضيته العادلة وحقوقه المشروعة، وتقديم الصورة الحقيقة له وتاريخه وحضارته وكشف والتصدي للتشويه المستمر للكرد. ولهذا أسست في نهاية عام 2013 أول مركز عربي ومصري للدراسات الكردية، ليقوم بهذه المهام، ومازال المركز يقوم بدوره رغم ما يعانيه من إنعدام الإمكانيات المادية التي تساعده في أداء مهامه والتي منها عقد الندوات والمؤتمرات والحلقات النقاشية والإصدارات، وأن يكون عوناً لكل الباحثين والمتهمين بالقضية الكردية، وكذلك ليكون بمثابة الجسر للتواصل بين الشعبين المصري والكردي.
ومع بداية العام الجديد 2020 انطلق عمل مؤسسة نفرتيتي للتنمية الثقافية والنشر والدراسات والترجمة، لتعمل إلى جانب مركز القاهرة للدراسات الكردية.
والفكرة الأساسية من مؤسسة نفرتيتي هي أن تقوم بالعمل على زيادة وتوثيق العلاقات المصرية الكردية والتي كانت نفرتيتي خير نموذج على العلاقة القوية بين الشعبين قبل آلاف السنين، فنحن نريد مواصلة هذا الطريق.
وستركز المؤسسة على الجوانب الثقافية باعتبارها واحد من أهم وسائل دعم العلاقات بين الشعوب، وخاصة المصري والكردي وشعوب شمال سوريا المختلفة. وتتبنى المؤسسة مشروعاً بالتعاون مع مركز القاهرة للدراسات الكردية لنقل ونشر الأدب والفكر والثقافة الكردية إلى الرأي العام المصري والنخبة المثقفة في مصر ليتعرفوا على تاريخ وثقافة وحضارة الشعب الكردي. فلدينا مشروع لنشر الكتب والإبداعات للأدباء والمفكرين الكرد، وكذلك لترجمة الأدب والفكر الكردي إلى اللغة العربية، نسعى لنكون جسراً للتواصل بين الشعبين ومعهما شعوب منطقة شمال سوريا من خلال الفن والثقافة وغيرهما. ونطمح لتنظيم فعاليات ثقافية ومهرجانات مشتركة في كل من مصر وشمال سوريا، واستضافة مفكرين وأدباء من شمال سوريا في مصر، وتنظيم زيارات متبادلة بين المثقفين من الجانبين. ولتحقيق هذه الأهداف فإننا بحاجة إلى مشاركة ودعم كل المؤسسات الثقافية في شمال سوريا، وكذلك كل الوطنيين.
ـ في الختام، نشكركم على التكرم وقبول دعوتنا للحوار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السيد عبد الفتاح علي
كاتب وصحفي مصري، متخصص في الشؤون الكردية، مواليد 1973م، يعمل بالصحافة منذ 26 عاماً، عضو نقابة الصحفيين المصرية، حائز جائزة النقابة عن مجموعة تقارير وتغطيات خارجية للحرب على داعش في كل من سوريا والعراق، وعن الدور الكردي في التصدي لخطر داعش الإرهابي. عمل رئيساً لقسم الديسك المركزي بصحيفة «صوت الأمة» الصحيفة الأسبوعية الأولى في مصر. كما عمل في صحيفة “المصري اليوم”.
في عام 2013 أسس مركز القاهرة للدراسات الكردية، ليكون المركز الأول المتخصص في الشأن الكردي في مصر والعالم العربي.
وفي مطلع عام 2020 عمل على تأسيس مؤسسة نفرتيتي للتنمية الثقافية والنشر والدراسات والترجمة، لتعمل إلى جانب مركز القاهرة للدراسات الكردية لزيادة وتوثيق العلاقات المصرية الكردية في المنطقة.