أدبية ثقافية فصلية تصدر باللغتين العربية والكردية

قرية عاصي – شريف محمد

 

شريف محمد

 

تتبع قرية عاصي ناحية تل تمر بإقليم الجزيرة، وتقع شمالها مسافة 15كم، كما تبعد 60كم عن مدينة درباسية جنوباً، و60 كم عن مدينة سري كانيه شرقاً، و60كم عن مدينة الحسكة غرباً.

ويكثر حولها الحجر ذات اللون الأسود، يعتمد عليه أهل القرية في بناء أساس منازلهم، وبسبب تضاريسها الطبيعية هذه، سُميت باسم “عاصي”.

كانت القرية في السابق تتبع لرشيد محمود آغا، اشتراها منه ست عوائل في عام  1950، لتتوسع فيما بعد خلال السنوات السبعون الماضية، وحالياً تضم قرابة (50) عائلة. وسكانها هم من المكون الكردي، فيما يقطنها عائلة عربية واحدة، وبحكم التزاوج والمصاهرة أصبح أهلها لحمة واحدة، وينتمي أهلها إلى العشائر (نجارا، بارافا، دلفري، هفيركي، بني سبع..). فيما اختير أحد الوجهاء مختاراً للقرية، حتى دون أن يملك “ختم المختارية”، ولكن بموافقة أهل القرية لايزال المختار على رأس مهامه، وبذلك يدير وجهاء وأهالي القرية أمورهم وحل مشاكلهم بأنفسهم. ومن كبار ووجهاء القرية (حجي محمود، سيدي تيو، حجي داوود، حج خلف، قاضي عمرو، العم عثمان). ويدير القرية حالياً كومين الشهيد مظلوم.

تتميز القرية بالإخاء والمساواة والديمقراطية في إدارة أهاليها للقرية، حتى أنهم يمتلك مساحات متساوية من الأراضي، دون أن يملك عائلة دونماً واحداً زائداً عن عائلة أخرى.

توجد في القرية مختصات في الطب الشعبي، منهن قابلات (دايات) متخصصات في توليد النساء الحاملات في القرية والقرى المجاورة، وقد تعلمن من كبيرات السن من الأجيال التي سبقتهن منهن (أمينة أوسو، الجدة هزو)، وكان عملهن قبل عقود أسهل من الآن، حيث كان عدد الأطباء قليل في السابق، وفي حال انقطاع الطرق أو وسائل النقل كان يتم اللجوء إليهن في عملية الولادة. بينما في الوقت الراهن فعملهن غير مرخص، ولذلك ودرءً لأي مسائلة قانونية، لم يعدن يعملن في هذا المجال إلا قليلاً. وإضافة إلى القابلات توجد مختصات في الأدوية العشبية لعلاج حالات كسور في اليد، والتخفيف من أعراض أمراض عديدة منها بعض الالتهابات والأورام، والديسك، وأعراض ضيق التنفس لدى الأطفال وغيرها.

ويوجد بئر مائي قديم حفره أهل المنطقة، عمقه 30-35 م، وتم لفه بالحجارة، وكان يعتمد عليه أهل القرية في تأمين مياههم في السابق. كما كانت القرى المجاورة (حزني، حجيرا، بوغازي، سيحة، بعاجا، تل خنزير) تعتمد عليها أيضاً في السابق، وكانت النساء من كن يجلبن المياه من البئر، ويحملن أوعية المياه من البئر إلى بيوتهن، وقد توفيت امرأة من قرية حزني المجاورة غرقاً أثناء محاولتها جلب المياه من البئر، كما وقعت فتاة من القرية في البئر لكن تم انقاذها، أما في الوقت الراهن، فيملك كل عائلة بئر مائي يعتمد على “الغطاس” لإرواء بساتينهم وتأمين مياه الشرب، وحفر البعض آبار بحرية ضمن أراضيهم لإرواء أراضيهم، ولم يعد الأهالي يعتمدون على البئر القديم.

وبالقرب من القرية يوجد سد “كريمة” على واد يتجمع فيه مياه السيول الناتجة عن الأمطار، وخلف السد بحيرة كان يعتمد عليها في السابق بإرواء الأراضي، أما الأن فأصبحت منطقة سياحية، ويقام بجواره حفلات عيد النوروز في بعض السنوات.

ويعتمد أهل القرية في تأمين معيشتهم على الزراعة وخاصة القمح والشعير والكمون والعدس. كما يملك كل عائلة قطيع من الأغنام، ويكثر في القرية البساتين.

ويوجد في القرية أيضاً مطحنة تضم آلات تعتمد على الطاقة الكهربائية، يعود لصاحبها المعروف بـ حسن أبو خورشيد، وافتتح مطحنته في عام 2004م، ويعتمد عليه أهالي القرية وجميع القرى المجاورة.

كما بنيت فيها مدرسة للقرية (ابتدائية واعدادية) في عام 1989م يأتي إليها تلاميذ القرية والقرى المجاورة لها أيضاً.

وكان كبار القرية يقضون لياليهم بأصوات الدنكبيج (الغناء الشعبي) في بعض الأحيان، وفي الوقت الراهن يوجد في القرية الدنكبيج فاضل داوود حيدر، وابن عمه محمود حيدر.