فراشات النار – فوزية المرعي
كنت أبحث عنـي،، فهــل كنــــــــــت؟
لبست ثوبي الــــــــــــوردي
الموشــــى بالفراشـــــــــــــــات الســــــــــود
نثرت العطر على الهواجـس والظـــــــــنون
فاضــت الكـأس عن ســـــــــعة الشــــــــــــراب
أضـرمت النــــــــــــــــــار…
لم أكتف بسعير الجمر، اللاهث كاليـــــــــاقوت
كلمـا هفلـــت ألسنتهــــا
أُطعمهــا فحــــوى الكلمـــــــــــــــــــــــات
وأُنثــر عليها بخــــــــوراً
تهامــــــــى علــى كفــيّ ذات ربيــــــــــــــع من غصون الأمنيــات
ارتفعــت ألسنـة اللهــــــــــــب
عانقــت ســـقف الموقـــــــــــــــــــد
وجدرانــــــــه أضحــــت ســــــــــعيراً
أبصــرتُ وجهــي على مرايـــــا النـــــــــار
لوحــــــة سومريـــــة يزنرهـــا الأرجــــــــــــوان
الـــروح غجريـــة ترقص علــى وجـــــه الكـــأس..
رقصــــة ســـرية بين الســــــــــــــنا والجمـــــر
يمضغهـــا انطفـــاء الجمــرة في المـــــــــــــــاء
كلمـــا مـــادت بهــا الأرض
وثاملتهـــــا الأمـــــــــــــواج
تئـــــن ثمالـــــــــة بين القعــــر وشـــــفة الكــــــــأس
تتعـوسج صرخـة علــى مـــدار البحــــــــــث
تبحـــث عن صــورة
تبرعمــــت عن نســـــــــغ البــــــــــــــــــــــدء
وضاعــــــــت بين مواقيـــــــــــت
غفلتهــــــا الريشــــــــــــــــــة بتماهــــي الألــــــــوان…
جـــــــــنّ الليـــــــــــــــــــــل..
العقـــل سربلــه جنـــون.. أو كـــــــــــــــــــــــاد
عينــــا جــــــــــلال الديــن تصفقـــــــــــــــــــــــان
ويـــداه ترسمــــــــــان دوائـــــــــــــر
حــــــــــــول خاصـــــــــرة الدهشـــــــــة…
يتـنـاثـــر بخـــــــور المولويـــــــــــة من فمـــــــــه
فــــــــــــــــــــــــــراشـات…
تـذوب بين جســــدي وألســـــنة النــــــــــــــــار
انعــــدم الزمــــــان..
ودار المكــــــــــــان..
حتــى فقــــدت الأنــــــا فـي أنــــــــــــــــــــــاي
اختــــــــــل ميزان المواثيـــــــــــــــــــــــــق
صـــراعٌ يتقــد أواره
بيــــــــــــــن عشـــب الذاكـــرة
وأنامــــــــــــــل الـــــــــــــــــروح..
كــل شـــــــــيء أضحـــى ولائــم للحــــــــــــريق
إليكِ أيتهـــــــا النـــــــار كـل ُّالحـــــــــــروف
اصنعـــــــي بهــا ما تشـــــــــائيــــن
ســـــــــبّحي بها على ألســـــــنة اللهـــــــــب
أو انثريها حـرمـــلاً فوق الــــــــــــــــرماد
وإن وقعــتِ في فــخ جدلــــيّ
بين المعقـــــــول واللامعقــــــــــــول
بيــــن اليكـــــون واللايكــــــــــــــون
انظميهــــا مع ياقوت جمـــــــــــــرك
قلادة لجيــــدٍ غبـــــــــــــــــــــــــــــيّ..
عيـــــــــونُ القــــلب ترقــــبُ في خفـــــاء
تســــــــجعُ بالدمـــع إذ أبصـــــــرت
مالا تبصـــــــــره النجــــــــــــــــــــوم
مسبحّـة بحروف انتشــــلتها
عن مائـــــــدة انتحـــــار الحـــــــــروف..
انبــــرتْ ريشـــــةُ اللهـــــــــب الأخضـــر
ترســـم اســــمك علــى هــوادج البخــور
فانبثقــت ترتيلـــــة عـن هسيـــس الجمر
“يــا نار كونـــي برداً وســـلاماً “
علــى نُطـــفِ بعـــض الحــــــــــــــروف،
* حــمْ* جمرتـــــان لزمهرير الــــــــروح
الحـــاءُ – حــــــــــبٌ –
سبحـــان من حَبـَـا الحمائم ســــرَّ العنــــــــاق بالهديـــــــــــــــل
الميــمُ – مــــــــودةٌ –
مادت على آلائـــــــها ارتعاشـــــــــــــات الغصـــــون
إني لــــك.. منــــك.. إليك
تُســـــبّح ُالــــــــروحُ في مــــدارك والهــــــــــــةً
ما دامــــت الأرض في رقـــــــص أزلـــــــــــــــيِّ
حـــــــــــــــــــول الكـواكــــــــب والنجـــــــــــوم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أديبة من الرقة، مواليد 1948م، تكتب القصة والرواية والشعر والمقال، أسست وأدارت منتدى أدبي عُرف باسمها في الرقة بين عامي 2005-2010م، لها مشاركات في الفعاليات الثقافية بالرقة، وتكتب زاوية “قناديل” في صحيفة “السوري”. من مؤلفاتها: (قناديل الوجد) – جزأين في 1998-1999م، رواية (غريبة بين الشاهدة والقبر) في 1999م، المجموعة القصصية (بحيرة الشمع) في 1999م، المجموعة القصصية (الهباري) في 2002م، ديوان شعر (رهدن الصمت) في 2002م، المجموعة القصصية (خلف ذاكرة الأبصار) في 2003م، المجموعة القصصية (الرشفات) في 2005م، الرواية الوثائقية (قارب عشتار ـ من توتول الى ماري) في 2007م، المجموعة القصصية (على مقام النوى) في 2009م.