أدبية ثقافية فصلية تصدر باللغتين العربية والكردية

إلياذةُ الفقد – أحمد اليوسف

 

 

أحمد اليوسف

 

ما ضرّ قلبكِ

لو أبديتِ ما أُبْدي

أو ما تجاهلتِ عمداً رعشةَ الوجدِ

ما ضرّهُ لو يناجي الروحَ في دَعَةٍ

وقد أحاطَ بها دهرٌ من البردِ!

ما ضرّ وجهكِ

إذ ما غابَ عن نظري

وكنتُ أحفظهُ بالشكرِ والحمدِ

ما ضرّهُ لو أتاني الآنَ ينبِئني

عن اليقينِ، و ذابَ الخدُّ بالخدِّ

**

لمّا تبديتِ من بعدِ الغيابِ ضحىً

ألفيتُني ميّتاً قـد قامَ من لحدِ

أطلَّ وجهكِ

يا سبحانَ مبدِعِهِ

وقد أحاطَ الظلامُ الدامسُ؛ الوردي

عيناكِ والحاجبانِ!!

الوصـفُ يخذلني

حتّى رأيتُ كمالَ الشعرِ لا يجدي

الكلُّ كنّى بـ ليلى عن حبيبتهِ

إلّايَ ناديتُ: يا ليلايَ عن قصدِ

ألوذُ باسـمكِ والأيامُ تجلدني

حتّى تلاشيتُ بين الصبرِ والوعدِ

والصبر ينفعُ إلّا حينَ تصلبُنا

هذي البلادُ على بوابةِ الصدِّ

هذي البلادُ التي عشّاقها ذُبحوا

بما تعانيهِ من إلياذةِ الفقدِ

أحكي لكِ الآنَ

عـن وقتٍ نتوهُ بهِ

بينَ الخياناتِ والتشهيرِ والحقدِ

عن عاشقٍ

في الصباحاتِ ارتمى شغفاً

بحبِّ سلمى، وناجى الليلَ في هندِ

وأنتِ ما زلتِ في جنبيَّ حاضرةً

في الصحوِ والحلمِ يا قيثارةَ البعدِ

ما ضرّ قلبكِ

لو تأتين حاملةً

بعضَ الغرامِ الذي حُمِّلْتَهُ وحدي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* كاتب وشاعر، مواليد ريف منبج عام 1987م، حاصل على إجازة في اللغة العربية من الجامعة اللبنانية. رئيس مشترك لاتحاد المثقفين في منبج وريفها منذ تأسيسه، عضو في هيئة تحرير مجلة شرمولا الأدبية، وكذلك في عدد من المنتديات الشعرية في البلاد العربية. يكتب في الدوريات والمواقع المحلية والعربية، وحصل على العديد من الجوائز المحلية والعربية في مجال الشعر. صدر له مجموعتان شعريتان: “لكِ الوردُ غنّى” 2017، و”منكِ تغار النساء” 2018م.