رذاذ – ختام الطويل
على أبواب تشرين
تفتحت ذاكرتي
ونما الخيال
على ما تبقى من
قطن وسادتي
تعال يا ابن الماضي
لأخبرك عن زخات
الشوق
لحارتنا القديمة
والبيوت اليتيمة
ورائحة الخبز
الذي يطرق
بخجل زجاج نافذتي
كانت الحرب تجري
خلفي لتخطفك
مني
لتسرق قوت حبي
وترميني على
ضفيرة سوسنة
وكلي يبكي على
كلي
كل يوم بتوقيت
الخريف المعتق
بتمام الساعة
القمر ونصف
يسقط ما بين
أصابعي شوقا
فترتعش مسامع
طاولتي
عندما يزخ السقف
المحطم صورته
ليتسلل في المساء
من فجوات الدقائق
الهاربة
من أصوات دقات
الساعة المعطلة
ورغم ذلك أزرعه
بين الحين والآخر
على رصيف منزلي
أغرس عطره
في رئتي الأفق
الحرب وهو وغرفتي
كالشمس والقمر والأرض
وقلبي المسار
وروحي فلك كل شيء
يدور حولي بقدر
لازال دخان الحرب
ينهش الحجر
إلا أنها لم تغبش
رؤيته ولم تمح
الصور
كل الأطياف عالقة
بين جفني الحرب
مهلا نافذتي متعبة
وهي بعطلة
في البرزخ
ومكتبتي في غيبوبة
وكل شيء من عار
الذاكرة ملطخ
في حياتي حرب
سارت على
وريد القرنفل
ودعسته حتى
آخر رمق
يا طاولتي الأرملة
لا تبرحي عدتك
ولا تحدثي الدهور
فكل شيء
سجين داخل حنجرتي
صورته وصوتي
وأنين غرفتي
وبراءة بسمتي
ولازال جسد الحرب
يسير معافى
والحياة بحاجة لقليل
من الحياة
لكن غدا ستتقاعد
الحرب وتشيب
وأضمد جرح نافذتي
وأدفن كل قبيح
في مقبرة النسيان
ليعود ابن الماضي
فانتظار الأمل
عند المحبين من
أركان الإيمان