سهرة على إحداثيات الغياب – محمد حسني عليوة
أنتِ،
وكل المدن التي
ترفرف منهكةَ التفاصيل،
مثل روحٍ غزَتْ شرايينَ الكونِ
انتشاءً بمزاجِ الحرية.
****
حين يدورُ مُشغِّل الموسيقا
ينهش جلدي لهبُ الرقصِ
ويضّج في ضلوعي
صهيلُ الرغبةِ في الهذيان!
****
على وقع ارتعاشاتِ يديكِ
صَنعْتِ لي قُرصَ شَمسٍ
من حَفيفِ جِنّياتٍ رقصنَ صَخبًا
بإيقاعِ تنفّسكِ السيمفونيّ..
وبقيتُ أغني، طربا،
حتى سقطتِ من رأسي
منهارةً كذكرياتٍ مريرة،
فوق خشب البيانو العتيق.
****
لا ندري ما الحب إن تلاقينا
وماذا قد كان في تجافينا؟!
****
أنا الطائر السرمدي المجنح،
و الأبيض الدامس في السراب..
أنا الضائع في الرمال
فلا كفتْ نوارسُ البحرِ عن كشف أصدافي
ولا كفّ شلالُ الحزنِ يغسل مقلتيّ برفق.
****
من منا تمنحه الريح نصالها الحمراء
ويقصّ من نعومة حزنه السفر؟
أي سفرٍ تقصده القلوب،
معطرا بالفقد،
إن لم تكن الليالي الحبلى بالوجد ثكلى؟!
****
حين مضى بنا العمر،
توقف القلب
وانسلخ الشريان إلى قضاءِ سهرته
في الغرفة المظلمة.