أدبية ثقافية فصلية تصدر باللغتين العربية والكردية

فوقَ التراب ــ أحمد اليوسف

أحمد اليوسف

 

فوق الترابِ

ينزُّ جرحكَ ثائراً

ويلمُّ آخرَ ما تبقى

من بقايا الذلِّ

في أرضِ الجلالْ

في لحظةٍ قد تشبهُ

الموتَ المحققَ إنّما

هي مشهدٌ فيه اختصارٌ

للجمالْ

***

هي لحظةٌ

تعطي دروساً للبطولةِ

والرجولةِ

هل ترى أغلى من الأنفاسِ

نمنحها لتحيا أمةٌ

قد كان أحمقُ من يظنُّ بأنّها

ترضى بذلٍّ ذاكَ من ضرب الخيالْ

***

فوق الترابِ ينزُّ

جرحك معلناً

للقومِ إنّ الأرضَ

كالشرفِ الرفيعِ

وإنْ يضيع

فلا رجولةَ أو رجالْ

***

دمكَ الذي غسلَ الثرى

طهراً وغازلَ كلَّ ذرّاتِ الترابِ

بوهجهِ

من قالَ إنّك ميتٌ

أنتَ الحياةْ

***

أنتَ الذي بيديهِ يحملُ

مجدّنا … ويدوسُ

فوق الذلِّ منتفضاً

ويرفع رايةَ الحريةَ الحمراء

في كل الجهاتْ

***

يأتي من الجبلِ القريبِ

كأنّه صوتٌ

يرددُ هازئاً بالخانعين

استيقظوا هبّوا

فمَن قد ماتَ عن شرفِ الديارِ

مدافعاً

ما ماتْ….

***

فوق الترابِ

رأيتُ رمسكَ طالعاً ورداً

يفوح بطولةً

كالنخل يبدو شامخاً

لا ينحني للنائبات

***

للريحِ من دمكَ الزكيّ نقاوة

وعلى جبينكَ نجمةٌ

والبندقيةُ عشقكَ الغالي

وذرّاتُ الترابْ

***

أنت الوفيُّ إذِ الجميعُ تخاذلوا

أنت الحضورُ الدائم

المحفور في كلّ الصدور قلادةً

أنتَ الذي زرع الحياة

وصاغ أحلام الشبابْ

***

أنت القريبُ من الجميعِ

وإن بدا درب الوصول إليك

يا لهفي بعيدْ

أنتَ ابتساماتٌ تغازل وجهَ

منتصرٍ سعيد

أنت الذي منحَ التحرر

للعبيدْ

أنت الذي لو متَّ

ألفاً سيدي

ستظلُّ تحيا من جديدْ

***

يا واهبَ الروحِ الأثيرةِ

قل لهم إنَّ الحديد فقط

يحطّمهُ الحديدْ

وبأنّ معنى النصر

في كلِّ اللغات إذا تساءَلَ

سائلٌ

قلنا له معناهُ أن تمسي شهيدْ