رمشاكِ ــ محمد العكشية

رمشاكِ قافيةُ المدى، حقٌّ له
-إذ ذاك- يُمعنُ في الفضاءِ شرودا
من كانَ رمشُكِ نَصَّهُ فقَدَ الرجا
في أن يصوغَ من الحروفِ قصيدا
أحرى به وجعُ السكوتِ على الهوى
فيموتُ في حرمِ السكوتِ شهيدا
وتوعَّدَ الرمشانِ قلبي بالردى
والكحلُ فوقهما أشدُّ وعيدا
كفّاكِ من ورقِ الحنينِ إذا رَمَتْ
أشجارُهُ أوراقَها تنهيدا
ولقد تنهدَ إذ رآنا فانتوى
ألا ينازعنا اللقاءَ عنيدا!
هذا الحنينُ رسولُنا في بُعدنا
ولدى التقاربِ لا يقيمُ بعيدا
يبقى على بابِ الفؤادِ كهرَّةٍ
ألِفَتْ على شظفِ المُقامِ صعيدا
يا بنتَ أيامي على رسل الجوى
يمشي بنا عمرُ الفِراقِ وئيدا
وأقيمُ في خيماتِ شِعري ريشةً
ملت معاقرة المدادِ عهودا
أنا من حروفٍ والحروفُ تحبني
وتخصني تيجانَها تمجيدا
عرشٌ لقافيتي بفُسطاطِ اللمى
شرقيَّ لَحظِ الضادِ شِيدَ عتيدا
وطفقتُ أنهلُ من دنانِ قصائدي
منذ افترقنا، شاعرًا عربيدا
حتى تعهدني القصيدُ ولم أزل
طفلًا على كفِّ القصيد وليدا
يا ساقيَ الشعرِ المقيمَ على دمي
لا تبقِ في ظمأ القصيدِ وريدا
وازرع قصائدَ من سلالتنا بنا
أبنوسَ حرفٍ عاليًا صنديدا
فإذا رجعتِ سكبتُ كلَّ محابري
وأحلتُ ذاتي في هواكِ قصيدا