وابْيَضّتِ العينُ.. فاضَ الدمعُ مدرارا ــ سماح خليفة

شَوقي إليكُمْ تَعَدّى كُلَّ نازِلَةٍ
هاتوا إلَيَّ بِماءٍ يُطفِئُ النّارَا
أو قابِلوني فُرادَى عندَ ساقِيَةٍ
لِيَخفِقَ القلبُ تَذكارًا وأَشْعارا
أنثى معي الرّيحُ في كَفّي أنازِلُها
تَمضي تُهادِنُ وقتَ البَوحِ أَسْرارا
صمتًا أناظِرُها لم تَستَجِبْ طَرفي
تَكـفي وَتُولي رجاءَ الوجهِ إدبارا
سُوقوا إليَّ سَحابَ اللهِ أثقَلَهُ
واستَبدِلوا فِيَّ ماءَ القلبِ إطهارا
غاباتُ عِشقي من يدري مَنابِتَها؟
تَسَحّرَتْ كَبَدًا ما سَدَّ أنَهارا
أورَثتُمونيَ حُبًّا مُذ عَرفتُكُمُ
يا ثِقْلَ ما أورَثَ الهَاوونَ أوزارا
مَضيْتُ أعدو، و وِزرُ القلبِ أحمِلُهُ
حتّى تَلاشَتْ سِنينُ العُمرِ أسفارا
مِنّي تَشَظّى فؤادي في الهَوى كِسَفاً
تَجاذَبَتْهُ مراثي الحزنِ إظهارا
فَعَيّروني ولاموا أبدَعوا وجعاً
هذا الّذي اقتَرَفَتْ رُؤياكِ أفكارا
الرّوحُ قَدْ تَعِبَتْ أمضي أُهَدهِدُها
لِكَيْ أُواريَ جُرحَ النّفسِ، كم حارَا
أخفيتُ عَنهُنَّ ما كابَدْتُ ذات أسًى
تَكَدّسَتْ في فَمي حَرفًا وأشعارا
أحيا، الجَوارِحُ تدميني وبي سُنَنٌ
شَغَفْنَ مِنّي الذي أذهلتُ إبهارا
أمسكتُ قولًا فما عادَ الورى يُجِدي
والذّكرَياتُ تُقَوّي الوَجدَ إبصارا
فَقطّعَتْ مِنّي شِغافَ القلبِ أورِدَةً
نَجيعُ قلبي الّذي فيها وِإن فارَا
واليَومَ أُدني ذِراعَ الوقتِ تَحضِنُني
لتَمسَحَ الدّمعَ عن خَدّي كما الثّارا
تَخُطُّ حُبًّا، وكُحلُ العَينِ أسوَدُهُ
يَجري من العينِ مذ وافَيتُ أحرارا
إنّي وَهَنتُ وهانَ الصّبرُ في جسدي
وتاهَ فِيَّ الحنينُ الصّبُّ إبحارا
وحارَ بي جوقةُ النُّسّاكِ عن وجلٍ
وَخطَّ فِيَّ بُناةُ الحبّ أشعارا
أيُّ الخياراتِ أُجزي بالوفا وَلَهًا
وابْيَضّتِ العينُ.. فاضَ الدمعُ مدرارا