قرية دورقليا ــ وليد بكر- شريف محمد
دورقليا قرية كردية تتبع ناحية شرا في مقاطعة عفرين، على بعد 25 كم شمال غرب بلدة شرا و6 كم جنوب قلعة النبي هوري. وهي الآن واقعة تحت الاحتلال التركي منذ آذار 2018م.
كانت القرية تحوي قبيل الاحتلال التركي على 110 بيتاً ويسكنها حوالي 1600 شخصاً. وهناك اجتهادات حول أصل اسم القرية ، فرأي يقول أن اسمها مستمدة من كلمة يونانية والتي تعني (الرجولة)، وهناك رأي آخر يقول إن هذا الاسم أطلقت على القرية في عهد العثمانيين وهي كلمة تعني (مكان الاستراحة).
يعمل معظم سكان القرية بالزراعة مثل باقي القرى المحيطة بها تأتي زراعة أشجار الزيتون بالدرجة الأولى وكذلك هناك عدد من أشجار الفواكه المتنوعة مثل المشمش والرمان واللوز والتفاح والتين والخوخ والكرز والعنب، إضافة إلى زراعة الحبوب من قمح وشعير وعدس. كما أنّ البعض يعملون في مطحنة روكان، والبعض الآخر يتدبرون معيشتهم على تربية الأغنام والماعز والأبقار.
كان أهل القرية قبل تأسيسها يعيشون في خراب فيها مغارة قديمة، بعدها انتقلوا إلى مكان القرية الحالي وبنوا البيوت. ويعتبر إبراهيم جنجق أول من سكن القرية وبنى أول منزلٍ فيها.
تحدّ القرية من الشرق نهر عفرين الذي يمر من سهل بليسانك باتجاه مدينة عفرين، ومن الغرب مزار قره قوجه الذي يوجد فيه بئر لكنه جفّ فيما بعد، حيث أصبح مكاناً لمقبرة القرية، كما أنّ هناك ثلاثة آبار شرق القرية ما تزال مياهها متدفقة، ويتزوّد منها أهالي القرية بمياه الشرب ويسقون مواشيهم منها، وهناك نبع باسم نبع (قاني) شرق القرية حيث تتدفق مياهه حتى بداية الصيف.
وكان هناك مطحنة قديمة على النهر في سهل بليسانك. ويحدّها من الجنوب وادي حيرا – حيث يتدفق فيه الينابيع في الربيع وتستمر مياهها حتى أواسط الصيف.
كانت قرية دروقليا من القرى الأوائل التي انخرطت ضمن حركة التحرر الكردستانية، لذا سميت في أعوام التسعينات بـ (بوطان)، حيث قدمت الكثير من التضحيات والشهداء والمناضلين.
كانت توجد في القرية مضافة حيث كان يجتمع فيها أهالي القرية لتبادل الأحاديث والقصص والمعارف، وكذلك لحل قضاياهم ومشاكلهم، إضافة إلى كونها مكاناً لعابري السبيل والضيوف الذين كانوا يقصدون القرية.
وهناك معصرة قديمة لعصر الزيتون واستخراج الزيت لكنها لا تعمل الآن، بسبب ظهور المعاصر الفنية الحديثة، إضافة إلى ذلك يوجد معمل لصنع البطاريات ومطحنة حديثة باسم مطحنة روكن (نسبة إلى صاحب المطحنة فارس شيخو وزوجته روكن) التي تعمل مدة 24 ساعة لتغطية نسبة كبيرة من حاجة مقاطعة عفرين من الطحين، وتعتبر هذه المطحنة مشروعاً اقتصادياً ووطنياً استطاعت إلى حدّ كبير من تأمين مادة الطحين لأفران المقاطعة، خاصة في فترة الحصار التي كانت تعيشها المقاطعة بسبب حصار المجموعات الإرهابية التي كانت تحاول بين الحين والآخر إخضاع عفرين لمشيئتهم عبر فرض الحصار الاقتصادي، وقد بدأت عملها في آذار 2013
والشيء الآخر الذي يميز قرية دروقليا هو أنّ أول مدرسة كردية في روج آفا أسسها أبناء هذه القرية المخلصين، حيث افتتحت بشكلٍ رسمي بمراسيم مهيبة من قبل محبّي اللغة الكردية وأهالي القرية في 6/9/2011 باسم (مدرسة الشهيد فوزي)، حيث ضمت المجموعة الأولى من الطلاب 35 طالباً وطالبة.