افتتاحية العدد (16): الشخصية الأدبية ودورها الاجتماعي
العلاقة بين الأدب والمجتمع هي علاقة تفاعلية متبادلة، ولهذا فإن للكاتب واجباً ودوراً ريادياً فاعلاً في المجتمع.
الأدب هو شرط أساسي لإبقاء المجتمع على قيد الحياة، وعلى هذا الأساس يجب على الكاتب أن يتلقى القدرة والإلهام والطاقة اللازمة من مجتمعه كي يحافظ على مجتمعه ويبقيه على قيد الحياة. وإذا لم يكن الكاتب مدركاً لمثل هذه المسؤولية الجسيمة فلن يكون قادراً على القيام بما هو مطلوب منه وتقديم عمل مفيد للمجتمع. فالشخصية الأدبية تمتلك الموهبة والمهارة اللازمة، ويمكنها التعبير عن أفكارها ومشاعرها وآرائها بطريقة واضحة وجميلة، ولكي تلعب تلك الشخصية دورها الريادي، يجب أن تقدم أفكاراً مميزة ومثيرة للاهتمام للمجتمع.
الأديب هو مخاض مجتمعه، وبالتأكيد سيتأثر بها وسيؤثر عليها وفقًا لقدراته ومعرفته. وبقدر ما يكون مقارباته ونتاجاته ملامساً للمجتمع وهمومه وطقوسه والحياة العامة لأفراده سيكون فعالاً للغاية ويلعب دوراً جيداً في حياة المجتمع. أي تقاس درجة تأثيره وفعاليته بدرجة علاقته بالمجتمع، فالكاتب المنفصل عن واقع مجتمعه، وبعيداً عن آلام ومعاناة الناس لن يتمكن من التأثير فيه، كما أن أعماله وكتاباته لن تكون موضع ترحيب من قبل أفراد المجتمع.
يحتاج المجتمع إلى تدوينات وأعمال أدبية في القضايا ذات الشأن العام، إضافة إلى القضايا المصيرية المتعلقة بحقوق أفراد المجتمع وحرياته الأساسية، والمتعلقة بالعائلة والخدمات كالصحة والتعليم، والدفاع عن المظلومين عامة، حيث يجب على الكاتب أن يكون لديه رؤاه وملاحظاته ومتابعاته، حتى يتمكن من التعبير عن هذه القضايا بشكل صحيح وعرضها، وتقديم اقتراحات وحلول للمشاكل والقضايا الراهنة. فالنقد الهادف والكشف عن نقاط الضعف ضرورةً، لكنه يتطلب أيضاً قلماً خاصاً ومتمكناً ليكون قادراً على حماية مصالح الشعب والمجتمع والوطن، وهذا واجب أساسي للشخصية الأدبية.
يجب أن يمتلك الأديب مهارات أدبية ولغوية وفكرية خاصة ومتميزة، وأن تكون هناك علاقة قوية وصادقة بينه وبين القارئ، وتقوى هذه العلاقة من خلال خلق وتقديم نتاجات تستجيب لمشاكل المجتمع. فالنتاجات الجادة والقيَّمة تعتمد على درجة مستوى معرفة وثقافة الكاتب، والمصدر الرئيسي لهذه الثقافة كما نعلم هو المجتمع نفسه.
يتضمن العدد السادس عشر بقسميها العربي والكردي إضافة إلى مواضيع متعلقة بملف العدد، نتاجات أدبية وثقافية متنوعة من دراسات وترجمات ونصوص فنية وقصص قصيرة وقصائد شعرية ونثرية ومقالات وتقارير ميدانية، راجين من القراء الأعزاء الاستفادة القصوى منها.