بحر الرمل – نيفين محمد درويش
أسدلَ الليلُ علينا ظِلَّهُ
فإذا الخِلُّ يُناجي خِلَّهُ
وتبادلنا أحاديثَ الهوى
والهوى يهدي إلينا طَلَّهُ
قال: أهوى منك طرفاً ناعساً
أشتكي منه وأهوى دَلَّهُ
قلتُ: ماذا تشتكي من ناظري ؟
قال: سيفاً في فؤادي سَلَّهُ
.
قلتُ: ما تبغيهِ ?..أخبرني أنا..
عَلَّ ما يشفيكَ عندي علَّهُ
قال: هاتي بلسماً من مبسمٍ
ما رأت في الأرض عيني مِثلَهُ
قلتُ: دعنا من متاهات الهوى
ذاك فِطرٌ ما شهِدنا حِلَّهُ
فِكلانا صائمٌ في عشقِهِ
فاعشق الثغرَ وحاذر نهلَهُ
قال: إنّا قد قضينا صومَنا
فاتركي الزهرَ يُصافح نَحلَهُ
إن هذا الصوم قد أرهَقَنا
;حرّمَ اللهُ علينا وصلَهَ
ما ترين الليل قد جلبَبَنا؟!
ملَّني صومي و قلبي ملَّهُ
قلتُ: فارشف من فمي قافيةً
ترؤمُ القلبَ وتمحو غِلَّهُ
قال: قد داويتِ قلبي واشتفى
وغدوتِ اليوم َعُمري كُلَّهُ