أدبية ثقافية فصلية تصدر باللغتين العربية والكردية

ولدي – أفين أوسو

 

 

سوزان أحمد علي (29 عاماً), نازحة حاملة من عفرين, تعرضت لطلق ناري طائش أثناء تواجدها في إحدى حدائق قامشلو مع طفلها البالغ ثلاث سنوات ليلة 8 تموز 2021م جراء احتفال عدد من العائلات بنجاح أبنائهم في امتحانات الثانوية العامة السورية، وعلى إثرها فقدت حياتها وجنينها.

القصيدة أدناه كتبتها «أفين أوسو» لروح «سوزان علي» التي هي واحدة من ضحايا عادة إطلاق الأعيرة النارية نحو السماء أثناء مناسبات الفرح والحزن، وهي عادة تسبب في كثير من الأحيان بوقوع ضحايا مدنيين.

هيئة تحرير مجلة شرمولا

………………………………………

 

 

ولدي

يا وريث ضياعي ومنفاي

من أطفأ نجوم شغبكَ ليلة الفاجعة؟

من زاحم جبينك ويدك الصغيرة بالقبلات

ورّبتَ على كتفك حتى تنام؟

أستسمحُ دمعك عذراً؛

رحلتُ عنك قسراً

ركلاً بالرصاص

حوّلوا جسدي إلى هباء

وحملوني في نعش الجهل والغباء…

بخيرٍ أنا هنا رغم ضيقِ المكان

ما زال أخاك حياً

يركلُ جدار رحمي

وربما يستنجد مَن يرفعه من دمي

المثخنِ بالأوجاع

لم أخبر أحداً لنجاته

ليبقَ معي بسلام

ولا يخرجونه لظلامٍ يُدعى (الحياة).

أخبرني عنك

أما زال صراخك يصدح من شقوق الدار

منادياً: أمي؟

كنتُ جثة تنضحُ رغبةً لعناقك

وأنت تلامس وجهي لمثواي الأخير

وتداعب خصلات شعري المصبوغ بالدماء

متوسلاً للموت وللحياة…

كانوا على عجلٍ

لم يسعفني النبض لأرجوهم

بأن يحشروا في كفني قميصك المعطّر…

بدّد نسيان ملامحي

كلما دارت مغازل الريح

ستحيك الشمس

من دمي الملطّخ على الأسطح

وشاحاً يقيك من صقيع الأيام.

أخبرني على عجل

ما أخبار الحيّ والجيران؟

أما زالوا يهتفون لنجاح شبلهم المهلهل

ويتراشقون بالرصاص؟

وماذا عن الحكومة الموقّرة

هل رفعت البصمات،

أم أرخت ستاراً على القضية

وشاركتهم الاحتفال؟

*إلى روح المغدورة سوزان علي

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*أفين أوسو: كاتبة، من مواليد مدينة عفرين عام 1991م، تقيم حالياً في ألمانيا. تكتب الرواية والنصوص النثريّة، صدرت لها رواية “أرواح تحت الصفر” عن دار «ببلومانيا» في مصر في 2020م.